الأدلة على أنه كان يهودياً: آراء الكاتب الدينية، وإلمامه بموضوعات لا يعرفها إلا اليهود، يدلان على أنه كان يهودياً:
(أ) أشار في فصل 50: 25 إلى قصة
سوسنة والشيخين، وقال في 220: 9 إن
الملاك روفائيل يقبض الأرواح، مع
أن قصة سوسنة والشيخين لا ترد إلا
في الكتاب الذي يسمى ملحق سفر دانيال
. وإسناد قبض الأرواح إلى من يُدعى
الملاك روفائيل لا يرد إلا في الكتاب
المسمى كتاب أخنوخ . وهذان الكتابان
لا يوجدان إلا في مجموعة الأبوكريفا
التي لم يكن يعرفها أحد سوى اليهود،
وهي مجموعة قصص وأحداث وأمثال وأحلام
يهودية محضة كُتبت في القرن الثاني
قبل الميلاد، بعد انقطاع الوحي عن
اليهود بمائتي عام. و·الأبوكريفا
كلمة يونانية معناها المحفوظ سراً
أو الأسفار المشكوك في صحة نسبتها
إلى كاتبها ويعرفها البعض بالأسفار
الثانوية، وبعضهم بالأسفار غير القانونية.
وهي كتابات ظهرت بعد النبي ملاخي،
في فترة انقطاع الوحي الإلهي (فترة
ما بين التوراة والإنجيل) وكانت مكتوبةً
باليونانية، لا بالعبرية لغة التوراة.
وقد أدرج اليهود هذه الأسفار ضمن
كتبهم المقدسة حسب قرار مؤتمر جامينا
سنة 90م، واعتُبرت أسفاراً للقراءة،
ودون قيمة الأسفار القانونية التسعة
والثلاثين. وبها أخطاء تاريخية ولاهوتية.
(ب) وجاء في فصل 99: 3 أن الله
يحب إسرائيل كعاشق. وصدور عبارة مثل
هذه من كاتب إنجيل برنابا يدل على
أنه يهودي ولا شك، لأن الله يحب كل
الناس. وإن كان يحب بعضهم بصفة خاصة،
يكون ذلك راجعاً إلى تقواهم وطاعتهم
له.
(ج) وجاء في فصل 21: 30 أن أقرباء
الكنعانية التي شفى يسوع ابنتها اعتنقوا
شريعة موسى. وفي 31: 23 أن رئيس المجمع
الذي شفى يسوع غلامه حطم كل الأصنام
وعبد إله إسرائيل. وجاء في 22: 2
أن الكلب أفضل من رجل غير مختون.
وفي 23: 15 و17 أن غير المختون محروم
من الفردوس. وتدل هذه الأقوال على
أن كاتبها يهودي لأن اليهود هم الذين
يعتّزون بموسى كل الاعتزاز، ويدعون
الله إله إسرائيل كما يعتقدون أن
غير المختون مرفوض من الله، ويجب
أن يُطرد من بينهم (تكوين 17: 14).
(د) وجاء في فصل 22: 9 أن كفر
الإِنسان سببه عدم وفائه بعهد الله
مع إبرهيم. فكاتب إنجيل برنابا يرى
في الانتساب الجسدي إلى إبرهيم السبيل
الوحيد للتمتع برضى الله مع أن المسيح
أعلن أن الله يستطيع أن يقيم من الحجارة
(أي من عَبَدة الأوثان) بواسطة الإِيمان
الحقيقي أبناء روحيين لإبرهيم. كما
أعلن أن كثيرين من نسل إبراهيم بالجسد
نصيبهم الهلاك الأبدي لأنهم لم يؤمنوا
إيمان إبرهيم (متى 3: 9 ولوقا 3:
8).
(ه ) الخرافات الواردة في إنجيل
برنابا وادّعاء صاحبه أن الله مسخ
بعض المصريين فجعلهم حيوانات (فصل
27: 5) تدل أيضاً على أن الكاتب يهودي
(1) لأن اليهود مشهورون بالخرافات.
(2) لأن كراهتهم الشديدة للمصريين
منذ القديم تجعلهم يتمنّون لهم الإصابة
بالبلايا. (3) لأن المسخ لا أساس
له في المسيحية، بل هو من العقائد
التي كان اليهود والوثنيون يتمسكون
بها في الأزمنة الغابرة.
2-
جهله ببعض الحقائق الإسلامية، لتأثُّره
باليهودية أو بآرائه الشخصية:
(أ) جاء في فصل 63: 18 أن أخا
هابيل يُدعى قايين كما جاء في التوراة
(تكوين 4: 1) مع أن اسمه كما يقول
المفسرون المسلمون هو قابيل .
(ب) وجاء في فصل 105: 3-8 و178:
5 و6 ان السموات تسع، مع أن السموات
في الإسلام سبع فقط (الإسراء 17:
44).
(ج) وجاء في فصل 3: 10 أن العذراء
مريم ولدت المسيح بدون ألم مع أن
الإسلام يعلن أنه لما جاءها المخاض
قالت: يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت
نسياً منسياً (مريم 19: 23).
(د) وجاء في فصل 42: 5 و72: 10
و14 و82: 9-18 أن يسوع قال لكهنة
اليهود وللسامرية عن نفسه إنه ليس
المسيا، بل المسيا هو محمد الذي سيأتي
بعده، مع أن المسلمين لا يعتقدون
أن نبيَّهم هو المسيا، بل يعتقدون
أن المسيا هو المسيح (آل عمران 3:
45) لأن كلمتي المسيح و·المسيا مترادفتان
وبمعنى واحد، هو الممسوح أو المعيّن
من الله تعييناً رسمياً لتنفيذ مقاصده،
وفي مقدمتها التكفير عن خطايا الناس
(إشعياء 61: 1). وإن كان اليهود قد
تجاهلوا المسيح، لكنهم يتوقون من
كل قلوبهم إلى ظهوره ليرفع من شأنهم،
كما يعتقدون.
(ه ) وجاء في فصل 115: 18 فليقنع
الرجل إذاً بالمرأة التي أعطاه إياها
خالقه، وليَنْسَ كل امرأة أخرى .
مع أن تعدد الزوجات جائز في الإسلام
(النساء 4: 3).
(و) وجاء في فصل 102: 17-19 أن
الجنس البشري تعس، فالله قد اختاره
ابناً ووهبه الجنة ولكنه سقط بعمل
الشيطان وطُرد من الجنة. مع أن القرآن
يحسب الاعتقاد بابوة الله كفراً يستوجب
نار جهنم، إذ يقول وينذر الذين قالوا
اتخذ الله ولداً (الكهف 18: 3).
(ز) وجاء في فصل 155: 12 و13 لذلك
لما خلق الانسان حراً ليعلم أن ليس
للّه حاجة إليه كما يفعل الملك الذي
يعطي حرية لعبيده ليظهر ثروته وليكون
عبيده أشد حباً له . مع أن هذا يخالف
ما جاء في القرآن أن كل إنسان الزمناه
طائره في عنقه (الإسراء 17: 13).
(ح) وجاء في فصل 137: 1-4 أن رسول
الله يطلب رحمةً لمن لبث في الجحيم
70 ألف سنة، ليعتقهم من العقوبات
المرّة، فيستجيب الله ويأمر ملائكته
الأربعة المقرَّبين ليُخرجوا كل من
على دين رسوله ويقودوه إلى الجنة.
مع أن الله لعن الكافرين وأعدَّ لهم
سعيراً خالدين فيها أبداً ولا يجدون
ولياً ولا نصيراً (الأحزاب 33: 64
و65).
3
- الأدلة على اعتناقه الإسلام:
أ - تجريده للمسيح من كل خواصه
الإلهية، وتخطئته لكل ما ورد في الإنجيل
بشأنها:
(1) جاء في فصل 19: 14-18 أن بعض
المرضى بالبرص قالوا ليسوع: أعطنا
صحة فقال لهم: أيها الأغبياء، أفقدتم
عقلكم حتى تقولوا: أعطنا صحة! ألا
ترون أني إنسان نظيركم؟ أدعوا إلهنا
الذي خلقكم، وهو القدير الرحيم يشفيكم
. فقالوا له: إننا نعلم أنك إنسان
نظيرنا، لكنك قدوس الله ونبي الرب،
فصلِّ للّه ليشفينا . فسمع لهم وتضرع
إلى الله فشفاهم، مع أن الإنجيل يعلن
أنه عندما أتى هؤلاء المرضى إلى المسيح
طالبين منه الرحمة، قال لهم: إذهبوا
وأروا أنفسكم للكهنة ليشهد الكهنة
لشفائهم ويسمحوا لهم بالعودة إلى
بيوتهم. وفيما هم منطلقون طهروا،
ورجع واحد منهم يمجد الله بصوت عظيم،
وسجد عند قدمي المسيح مقدماً له الشكر.
فقال له المسيح: قم وامض. إيمانك
خلصك (لوقا 17: 11-19).
>كما أن الإنجيل يعلن لنا أن المسيح
لم يكن في حاجة إلى أن يوجّه أحدٌ
نظره، حتى بوصفه ابن الإِنسان، إلى
أنه قدوس الله، الذي يستمع الله له،
فقد كان يعلم أنه خرج من عند الآب
(يوحنا 16: 28) وأن كل ما يطلبه من
الآب يعطيه إياه (يوحنا 11: 42) وأنه
إذا أراد أمراً، حدث للتو، مهما كانت
الظروف والأحوال (متى 14: 25 و29).
(2) وجاء في فصل 47: 8-13 أنه
لما طلب البعض من يسوع أن يحيي ميتاً،
خاف كثيراً. ثم اتجه إلى الله وقال
له: خذني من العالم يارب لأن العالم
مجنون، وكادوا يدعونني إلهاً. ولما
قال ذلك بكى. حينئذ جاء الملاك جبريل
وقال له: لا تخف يا يسوع . وجاء في
95: 20 أن المسيح قال إنه لا طاقة
له أن يخلق ذبابة، مع أن الإنجيل
يعلن لنا أن المسيح قال بسلطان إلهي
للميت الذي كان محمولاً على النعش:
أيها الشاب: لك أقول قم فقام في الحال
(لوقا 7: 14). وقال للعازر، فقد قال
له بعد موته ودفنه بأربعة أيام: لعازر،
هلم خارجاً فخرج من القبر في الحال
أيضاً (يوحنا 11) فآمن كثير من اليهود
بأن المسيح هو حقاً ابن الله . كما
أن الوحي الإلهي يسجل أن المسيح خلق
عينين لأكمه وُلد أعمى (يوحنا 9).
>فضلاً عن ذلك فإن المسيح لم يكن
في حاجة إلى ملاك أو غير ملاك ليبعث
إلى نفسه السلام والطمأنينة لأنه
رئيس السلام (إشعياء 9: 6) الذي يبعث
السلام والطمأنينة إلى المؤمنين به،
فقد قال لهم أكثر من مرة: أنا هو
لا تخافوا (متى 14: 27 ومرقس 6: 50
ويوحنا 6: 20). وقال أيضاً لهم: سلاماً
أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما
يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب
قلوبكم ولا ترهب (يوحنا 14: 27).
كما أنه لم يرهب مرة قول الناس له
إنه ابن الله ، أو بالحري الله مُعلَناً
بل كان يقبله منهم كأمرٍ عادي، لأنه
حقاً كذلك (متى 16: 17 ويوحنا 6:
69 و11: 27 و20: 28).
(3) وجاء في فصل 13: 15-20 أن
جبريل الملاك نصح يسوع أن يقدم كبشاً
كفارة عن نفسه، كما فعل إبرهيم من
قبل، فقال له يسوع: سمعاً وطاعة .
مع أن الإنجيل يقول إن المسيح لكماله
المطلق ومعرفته بكل صغيرة وكبيرة،
لم يطلب نصيحة أحد (يوحنا 7: 3-6)
بل كان ينصح الناس ويرشدهم إلى الصواب
(مزمور 32: 8 وإشعياء 9: 6 ورؤيا
3: 18). كما أنه لم يكن ينقاد وراء
رأي إنسانٍ ما (متى 16: 23) بل كان
هو الذي يأمر فيُطاع. وقال إنه قبل
مجيئه ثانيةً للملك على الأرض، سيرسل
الملائكة ليجمعوا مختاريه من أنحاء
الأرض (متى 24: 31) فيقومون للتّو
بجمعهم. كما قال لجميع المؤمنين به:
احملوا نيري عليكم (أي اخضعوا لي)
وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع
القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم (متى
11: 29).
>ثم إن الإنجيل يعلن لنا أن المسيح
لم يكن في حاجة إلى تقديم فدية عن
نفسه، لأن من يفعل ذلك هو الخاطئ،
أما المسيح فلم يفعل خطية على الإطلاق،
وفي الوقت نفسه كان كاملاً كل الكمال،
ولهذا فهو الشخص الوحيد الذي استطاع
أن يقدم نفسه كفارة عن البشر جميعاً
(1يوحنا 2: 2) لأن الخاطئ لا يعجز
فقط عن التكفير عن غيره، بل يكون
هو نفسه في حاجة إلى من يكفر عنه.
(4) وجاء في فصل 42: 28 أن صوتاً
أتى من السماء قائلاً للتلاميذ عن
يسوع: انظروا خادمي الذي به سُررت
. وجاء في 212: 6 أن المسيح قال إنه
لم يحسب نفسه قط خادماً صالحاً للّه،
مع أن الإنجيل يعلن لنا أن الله قال
للتلاميذ عن يسوع: هذا هو ابني الحبيب
الذي به سُررت. له اسمعوا (متى 17:
5). وأن المسيح أعلن عن نفسه أنه
الراعي الصالح (يوحنا 10: 11) وأنه
بوصفه ابن الإِنسان قام بكل الأعمال
التي أسندها الآب إليه (يوحنا 17:
4).
(5) وجاء في فصل 70: 5 و6 أنه
عندما قال بطرس ليسوع: إنك المسيح
ابن الله غضب يسوع وقال له: انصرف
عني . مع أن الإنجيل يعلن لنا أن
المسيح قال له وقتئذ: إن لحماً ودماً
لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السموات
(متى 16: 17) - أي أن بطرس لم يكن
يستطيع من تلقاء ذاته أن يعرف حقيقة
بنّوة المسيح الفريدة للّه لولا أن
الله أعلنها له.
(6) وجاء في فصل 52: 10-12 أن
يسوع قال: إني أقشعر لأن العالم سيدعوني
إلهاً. وعليَّ أن أقدم لأجل هذا حساباً...
إني رجل فانٍ كسائر الناس . ثم بكى
يسوع وبكى تلاميذه، وصلوا إلى الله
لكي يرحمه. فقال آمين . وفي 112:
8 أنه قال: إنني لا أقدر أن أبكي
بقدر ما يجب عليَّ، لأنه لو لم يَدْعُني
الناس إلهاً لكنت عاينْتُ هنا الله
كما يُعايَن في الجنة، ولكنت أمنت
خشية يوم الدين . مع أن الإنجيل يعلن
(أ) أن المسيح لكماله المطلق ليس
فقط لن يُحاسَب على شيء، بل إنه هو
الذي سيحاسب الناس جميعاً يوم الدينونة
على خطاياهم (متى 25: 31). (ب) أنه
بوصفه ابن الإِنسان، كان يصلي لأجل
الناس، دون أن يطلب من أحدهم أن يصلي
لأجله. (ج) أن نفسه البشرية لم تذهب
إلى مكانٍ مجهول بعد موته، بل ذهبت
إلى الفردوس مباشرة (لوقا 23: 43).
(د) يعلن الإنجيل أن المسيح كان يطلب
من الناس أن يؤمنوا أنه ابن الله
(يوحنا 14: 1) على النقيض مما يقول
إنجيل برنابا لعدم معرفته بمعنى بنوة
المسيح للّه.
(1) جاء في فصل 39: 20 و82: 17
و18 و212: 17 أن الله خلق العالم
لأجل نبي الإسلام. وفي 35: 8 و39:
22 و43: 9 و96: 5 أن الله خلق نبي
الإسلام قبل يسوع. وأنه لما انتصب
آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة
تتألق كالشمس لا إله إلا الله ومحمد
رسول الله (49: 14). ولما سأل آدم
الله عنه، قال له: إن نفسه (محمد)
موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة
قبل أن أخلق شيئاً (39: 14). وفي
فصل 39: 14 و41: 30 أنه لما طُرد
آدم من الجنة، رأى مكتوباً فوق الباب
لا إله إلا الله. ومحمد رسول الله
فبكى آدم وقال: عسى الله أن يريد
أن تأتي سريعاً وتخلصنا من هذا الشقاء
. ثم كتب الله على ظفر إبهام يد آدم
اليمنى لا إله إلا الله ، وعلى ظفر
إبهام يده اليسرى محمد رسول الله
(39: 25 و26). وفي فصل 44: 30 و31
ولما رأيته امتلأت عزاء قائلاً: يا
محمد ليكن الله معك وليجعلني أهلاً
أن أحل سير حذائك لأني إذا نلت هذا
صرت نبياً عظيماً وقدوس الله .
وللرد على ذلك نقول:
تتوافق الأوصاف التي ذكرها إنجيل
برنابا عن نبي الإسلام في معناها
مع ما جاء في الكتب الإسلامية، مثل
الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية،
والدين والشهادة. أما الخلاص من الشقاء
الأبدي فمنوط بالمسيح دون سواه، وذلك
بناءً على موته الكفاري على الصليب
نيابة عن البشر (يوحنا 12: 47 ومتى
18: 11). كما أن اسمه الأول، وهو
يسوع يدل على هذه الحقيقة (متى 1:
21 لأنه مكّوَن من كلمتين عبريتين
هما يا و·سوع ومعناهما معاً الله
يخلص لأن كلمة يا هي اختصار كلمة
يهوه أي الكائن بذاته أو بالحري الله
نفسه.
أما كلمة عيسى المستعملة في الإسلام،
فالأرجح أنها معرَّبة عن الكلمة اليونانية
ايسا ، (والتي تُنطق في حالة الرفع
أيسوس ومعناها المخلِّص ). وجدير
بالذكر أن ملاّحي صعيد مصر الذين
لا يزالون يستعملون الاصطلاحات اليونانية
التي توارثوها عن أجدادهم القدماء
دون أن يدركوا، يصرخون لغاية الآن
عند التعرّض لأي خطر في النهر بالقول:
إيلا أيسا ، أي هيا خلصنا .
هذا مع العلم بأن المدعو برنابا
قال في فصل 4: 6 إن الملاك قال للرعاة
عندما أنبأهم بمولد المسيح، إنه وُلد
في مدينة داود نبي سيحرز لبيت إسرائيل
خلاصاً عظيماً. وبهذا يناقض برنابا
نفسه، شأن كل من يقوم بالتزييف والتزوير.
(2) ولما كان كاتب إنجيل برنابا
يهودياً اعتنق الإسلام، فقد فاق جميع
الناس في تعظيم نبي الإسلام، شأن
صغار النفوس الذين يتظاهرون بغير
الحقيقة، لتكون لهم مكانة ما. فقال
في فصل 43: 25-31 عنه إنه هو رب داود
الوارد ذكره في مزمور 110: 1 و2 .
>وللرد على ذلك نقول: إن رب داود الوارد ذكره في هذا
المزمور هو المسيح. وقد أشار له المجد
إلى هذه الحقيقة عندما أراد أن يمتحن
معلومات معلّمي اليهود. فلما قالوا
له إن المسيح هو ابن داود، سألهم:
فكيف يدعوه داود بالروح رباً، قائلاً:
قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى
أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فإن كان
داود يدعوه رباً، فكيف يكون ابنه؟
فلم يستطع أحد منهم أن يجيبه بكلمة
(متى 22: 44 - 46 ولوقا20: 42-44).
ولكن الإجابة واضحة جلية، فالمسيح
من حيث لاهوته هو رب داود، ومن حيث
ناسوته هو ابنه، لأنه وُلد حسب الجسد
من ذريته (رومية 1: 3 و4).
ج
- إلمامه بالكثير من العقائد والاصطلاحات
الإسلامية:
(1) جاء في فصل 35: 9 أن الشيطان
غضب عندما علم أن الله سيخلق آدم.
فقال لملائكته: انظروا. سيريد الله
يوماً ما أن نسجد لهذا التراب .والقول
بامتناع الشيطان عن السجود لآدم ورد
في الحجر 15: 30 وفي غيرها من السور.
وجاء في فصلي 28 و29 أن إبرهيم كسر
أصنام أبيه، وعلق الفأس على أكبرها
قائلاً إنه هو الذي كسرها، وأنه عرف
الله من مشاهدة النجوم. وهذا ما جاء
في الأنعام 6: 76 والأنبياء 21: 63.
وجاء في فصل 7: 10 أن يسوع تكلم وهو
طفل، كما جاء في آل عمران 3: 48.
وهذه الأحداث لا أساس لها في الكتاب
المقدس على الإطلاق.
(2) وجاء في فصل 38: 9 أنه لا
يقدم أحدٌ صلاةً مقبولة إن لم يغتسل،
كما هو معروف في الإسلام. فقد جاء
في (تحفة المريد على جوهرة التوحيد
ص 109) أن الوضوء يكفر ما قبله من
الذنوب. وجاء في (صحيح مسلم - كتاب
الطهارة. باب فضل الوضوء والصلاة
عقبه) أنه إذا توضأ العبد المسلم
(أو المؤمن) خرجت كل خطية نظر إليها
بعينه، مع الماء.
أما في المسيحية فالوضوء (أو الاغتسال
اللازم قبل الصلاة) هو تطهير القلب
من الأهواء والشهوات والأفكار الدنيوية
الباطلة، بوضعه تحت تأثير كلمة الله،
لأنها هي التي تنقيه من كل شر يوجد
فيه (يوحنا 15: 3).
(3) وجاء في فصل 156: 1 و133:
2 و131: 1 و61: 3 و89: 20 أن المسيح
كان يدعو للصلاة في الظهر والمساء
والليل والعشاء والفجر، كما يفعل
المسلمون تماماً. مع أن الصلاة في
المسيحية ليست فرضاً يؤدَّى بعبارات
خاصة في أوقات معينة، بل هي مناجاة
حرّة مع الله في أي وقت من الأوقات،
ومن الواجب أن يعيش المسيحيون في
جّوِها كل حين حسب قول الوحي: ·مصلِّين
بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح (أفسس
6: 18) و·واظبوا على الصلاة ساهرين
فيها بالشكر (كولوسي 4: 2) لأن صلتهم
الروحية بالله يجب أن لا تنقطع في
أي وقت، و·صلوا بلا انقطاع (1تسالونيكي
5: 17) لأن فيها يكمن سرّ تمتّعهم
بالقداسة التي هي الشرط الأساسي لتوافقهم
الروحي مع الله (عبرانيين 12: 14).
>(4) وجاء في فصل 10: 3 و4 فقدم
له الملاك جبريل كتاباً كأنه مرآة
براقة، فنزل إلى قلب يسوع . وهذا
هو الاصطلاح الوارد في الشعراء 26:
194 عن نبي الإسلام. مع أن المسيح
لم يكن في حاجة إلى نزول كتاب أو
وحي من الله على قلبه، لأنه هو نفسه
كتاب الله و·وحي الله لأنه كلمة الله
متجسدة وظاهرة (يوحنا 1: 1-5).